قرارات فردية

قرارات فردية

أنتمي الى جيل نشأ على الاهتمام بقضايا الامة، وتم اقحامنا في قضايا السياسه العالمية منذ نعومة اظافرنا. لازلت اذكر حين كنت في الصف الرابع الابتدائي حينما كان المعلمون يتحدثون الينا في الفصل الدراسي عن قضية فلسطين وقضايا اخرى ساخنة حول العالم

الاهتمام بما يجري حول العالم وادراك مكاني في هذا العالم وتأثيري الصغير في التفاعلات الانسانية الكبيرة، استمر حتى بعدما نضجت وكبرت، وبت افهم ان التاريخ يكتب الان. كل قرار يتحةخذه انسان غير معروف او قائد مؤثر، له صدى في الواقع ويترك اثرا.

منذ 2009 قررت التوقف عن دعم المنتجات الاجنبيه ودعم المنتجات المحلية بدلا عن ذلك. دعما للاقتصاد والمشاريع المحلية. وكنت اجد دائما طرقا لاحداث الفرق ومنتجات وخدمات بديلة. عندما تحدد الهدف يتضح الطريق

بعد السابع من اكتوبر والمجازر الوحشية التي ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي بالتعاون مع الولايات المتحدة، ارتفعت موجة المقاطعه حول العالم. موجة ركزت على المنتجات بشكل اساسي. وقد كتبت في مقال سابق ان المقاطعه ليست احجاماً عن الشراء بشكل مؤقت، بل هي عقوبة يقوم بها الافراد ضد الكيانات الارهابيه والداعمه للارهاب. وهنا اتحدث عن احد اهم الكيانات الداعمه للارهاب وذات صلة مباشرة بمجازر الابادة الجماعية التي ارتكبت في قطاع غزة خلال الاشهر الماضية. حيث قررت اضافة هذه الكيانات الى قائمة العقوبات الخاصه بي، اما لكونها كيانات ارهابيه او داعمه للارهاب. وهي قائمة تتكون من:

  1. أمريكا
  2. اسرائيل
  3. الاتحاد الأوروبي
  4. الشركات الامريكية
  5. الشركات الإسرائيلية
  6. شركات الاتحاد الاوروبي

وضمن هذه الشركات، شركتي قوقل وميتا، حيث تعرف هاتين الشركيتن من خلال تطبيقاتهما واسعة الانتشار والتي باتت تعتبر اساسية في بعض الأحيان، حيث تملك شركة قوقل مجموعة من خدمات الانترنت اشهرها البريد الالكتروني واليوتيوب وخدمة التخزين السحابي وغيرها. بينما تمتلك شركة ميتا تطبيقات الواتس اب والانستقرام وفيسبوك وغيرها. والتي هي تطبيقات شائعة الاستخدام ويتم الاعتماد عليها بشكل كبير للاستخدام الشخصي والتجاري

مؤخرا قررت اضافة هاتين الشركين الى قائمة العقوبات وحرمانها من الاستفادة من أموالي الخاصة. حيث تعمد الشركتين الى اتاحة الخدمات بشكل مجاني للمستخدمين مقابل جمع بياناتهم والاتجار بها مع المعلنين. ثم تقوم الشركتين باستثمار هذه العوائد في تطوير برمجيات الذكاء الصناعي الموجهة للأعمال العسكرية بغرض احداث اكبر ضرر ضد المدنيين.

فمن جهة ابرمت شركة قوقل بالتعاون مع شركة أمازون عقداً مع الجيش الاسرائيلي لتزويده بخدمات الحوسبة السحابيه وخدمات الذكاء الصناعي للاعمال العسكرية فيما يعرف بمشروع نيمبوس

بينما قامت شركة ميتا بدعم الحرب الاعلامية الاسرائيلية، وتزويد برنامج لافندر الاسرائيلي ببيانات مستخدميها في قطاع غزة، في سابقة مثيرة ان تقوم شركة تجارية بتزويد كيان ارهابي ببيانات عملائها للتخلص منهم، وهذا ما قام به الجيش الاسرائيلي في عمليات القصف التي وصفت بالعشوائية بينما في الواقع كانت اهدافها دقيقة بحسب بيانات شركة ميتا

هذين المثالين لضلوع الشركتين وحكومتهما (الولايات المتحدة) بشكل مباشر في عمليات الابادة الجماعيه، بالاضافة الى عمليات التجسس على المستخدمين اثناء وبعد استخدام الخدمات، يحتم عليَ اتخاذ موقف واضح وصريح تجاههما. وهو ايقاع العقوبات الاقتصادية عليهما والانتقال الى الخدمات البديلة. حيث انتقلت مؤخرا الى تطبيق تليقرام (روسي الاصل)، والذي يجمع مزايا واتس اب و انستقرام في مكان واحد. بينما للبريد الالكتروني استخدم حاليا منصة neo.Space وكلاهما يتخذ من دبي مقرا له.

هذا الانتقال وان كان له تكلفة مالية بسيطة، لكني اقوم بدفعها مقابل الخدمة. حيث تعتمد ارباح الشركات على الدفع المباشر من قبل المستخدم، وليس من خلال بيع المستخدم الى المعلنين.

قمت بالغاء خدمات اليوتيوب وباقي خدمات قوقل، ومنصات التواصل الاجتماعي، ويتم الانتقال تدريجيا الى خدمات اخرى بعيدا عن قائمة العقوبات أعلاه، مع تجنب استخدام حتى النسخ المجانية منها. حيث ان الخسارة الحقيقية لهذه الشركات هي خسارة المستخدمين وبالتالي خسارة المعلنين.

بشكل او بآخر، غيرت التطبيقات السابقة نمط حياتنا واثرت بشكل كبير على جودة حياتنا واقحمتنا في متاهه نكون فيها عبيدا لتشتتنا، من خلال تنافس الشركات على انتباه المستخدمين، بينما اجد ان الحياة الحقيقية والصحية تحدث في منأى عن حلبة الانتباه والاعلان، حلبه تستنزف وقت وادراك الانسان لمصلحة المعلنين والشركات التي تقتل جمهورها.

One Comment

  1. ابو ابراهيم

    مقال رائع ذو ابعاد عميقة

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *