أسئلة الهوية: أي بيدقٍ أنا؟

سؤال الهوية هو سؤال شخصي، يتكرر على الإنسان في مراحل عمره المختلفة، يعيد النظر فيه في كل مرة ليفهم أكثر أو ليختار أي هويةٍ سيرتدي هذه الفترة. تفرض علينا الهويات نفسها أحياناً، نتملص منها في أحيانٍ أخرى، ونبتكرها حينما نتمكن من ذلك. الهوية بحسب فهمي (كمواطن عربي بسيط محدود الدخل مغسول الدماغ) تشمل كل ما يمكن اضافته في اجابة السؤال: من أنت؟ تشمل الجنس و الجنسية و العرق و الدين و المعتقدات واللغة والإنتمائات المختلفة للمدينة والحي والشارع والعائلة والعمل والهوايات و نظرة الإنسان لنفسه وللعالم ، لا أملك تعريفاً أكاديمياً رصيناً وشاملاً، لكني أملك هذا الفهم البسيط. وتعمدت كتابة كل تلك العناصر السابقة بواو العطف العربية بعيداً عن أسلوب الفاصلة الانجليزي، لا أحب تغيير بنية اللغة ودمجها مع بنية لغات أخرى، فجمال اللغة يمكن في أصالتها، وهذا الإعتزاز باللغة وبحرف الواو المتكرر هو جزء من هويتي العربية.

في بدايات سن العشرين تركت أسرتي وأنتقلت للعيش أول مرة في مدينة أخرى، كانت أول تجربة اغتراب بالنسبة لي، أعطتني متسعاً من الوقت للمراقبة والبحث والتساؤول عن نفسي وعن هذا العالم ومكاني فيه. رغم أني لم أخرج خارج حدود المملكة، الا أن تجربة الغربة تبقى تجربة شخصية يسافر خلالها الإنسان عبر المكان وعبر ذاته ويتغير . أسئلة كثيرة دارت في ذهني حينها حول الحياة والدين والدولة واللغة والعالم العربي والنظام العالمي وقضية فلسطين كعنصر مؤثر في حياتي. تنقلت بين عدة أفكار ومذاهب فكرية، تبنيت الفكرة وضدها في فترة تلو أخرى، أو في نفس الفترة! تنقلات كثيرة جعلتني أكثر مرونة في تغيير هويتي، وجعلتني أكثر تفهماً للعالم من حولي. لكن المشكلة ظهرت عندما شعرت بالضياع، فلم أعرف حقيقةً: أي بيدقٍ أنا؟

أي بيدقِ أنا؟

هذه الجملة أذكر فقط أنها كانت من أواخر كلمات المدونة هديل الحضيف قبل وفاتها، لا أذكر مقالتها ومالذي كانت تقصده بها، فقط أذكر هذه العبارة جيداً. واليوم أجدني أسأل نفسي هذا السؤال.

الآن وبعد مضي 15 عاماً منذ بدأت رحلتي في الحياة، وفي وسط الثلاثين، أجد نفسي مدفوعاً للاختيار، لأن أكون أقل مرونة في تفهم وجهات نظر الآخرين وتقبل دوافعهم، أجدني أكثر ميلاً لاصدار الأحكام واتخاذ القرارات، أشعر وكأنني أخذت وقتاً كافياً في التنقل هنا وهناك، والآن أريد أن أرسم مساري وأن أنجز بشكل فعّال شكل الحياة التي أريد، وهذا يتطلب وضوحاً وصرامة ذاتيه. هناك أشياء كثيرة جميلة في هذه الحياة، لكن لا يجب أن أختارها لأنها لا تناسب شكل الحياة التي أريد. نعم صحيح، لا يحكمني دين، لا تحكمني العادات والتقاليد، اختياراتي الحالية هي بنات أفكاري فقط. ان كان من قائد يقودني في هذه الحياة فهو عقلي وغريزتي، وبغيابهما فلا أعتقد أني سأظل هنا.

الجنس

لأنني تجاوزت مسألة الدين، فلن أتوقف عندها اليوم، بل سأتوقف عند مسألة ظهرت في حياتي مؤخراً بعد ولادة ابني الرازي، وهي الرغبة في تعدد الشركاء او الأزواج، من يعرفني يعرف ما صرت أتحدث به مؤخراً من أننا لم نفهم الأسرة بشكل جيد وعلمونا أن الاسرة هي زوج وزوجة وأطفال، وأن الصحيح هو زوج وزوجات وأطفال، كحال بقية أقاربنا الثديات في مملكة الحيوان. بعد هذه النظرية، مررت بتجربة عرضتني لفرصة ممارسة الجنس مع عدة فتيات، لكن بلا استمرارية، وهذا ما وجدت أني أجد صعوبة في تقبله، الجنس بالنسبة لي يتطلب بناءً نفسياً وعاطفياً. وظننت أني أتقبله في حال الاستمرارية، وأن يكون تعدد الشركاء ضمن مفهوم الأسرة الواحدة، وليس بشكل منفصل كعوالم مستقلة، فهذا مشتت أكثر من كونه يساعد على الاتزان النفسي والعاطفي.

سألت نفسي بعدها ان كنت فعلاً أرغب بهذا التعدد؟ والجواب الذي أجده وأنا أكتب، أن التعدد بحد ذاته ليس هدفاً أو غاية، بل ربما تكون حاجة الأسرة للنمو هي المسوغ الأساسي هذا الأمر. وهي ليست حاجة بمعنى ضرورة، بل هي تشبه النضج، فعندما تصل الأسرة الى مرحلة ما، تجد نفسها تقبل وجود طرف جديد ضمن العائلة، يتناسب ويتناغم معها، وليس كدخيل عليها.

حسناً هل تصدق ما قلته للتو؟ أنا نفسي أتسائل وأشكك في الأمر، هل أنا أبرر لنفسي؟ أو أني متأثر بالفكر العربي والاسلامي الذي أعيش من خلاله، ما أجد نفسي أرفضه لسبب منطقي هو الزواج المسيحي ذو الزوجة الواحدة، لسبب واحد بسيط، أنه لا يتناسب مع غريزتي ، ولا يتفق مع التاريخ الذي يقول باستمرار أن الرجل والمرأة لا يكتفون بشريك واحد، اما بشكل معلن أو غير معلن.

في ذات الوقت ، أفكر مع نفسي وأتسائل ان كنت أستطيع العودة الى نفسي كما كنت قبل ولادة الرازي، وأكتفي بزوجتي وأهتم بشؤوني وشؤون بيتي؟ وأجدني الآن أسأل نفسي هذا السؤال: أي بيدقٍ أنا ؟

للاجابة عليه، استبعدت الاجابات التي لا تتفق معي، الجنس بلا معنى، والجنس بدون بناء عاطفي ونفسي، كلها ليست أنا، قد أكون مرناً في أشياء كثيرة، لكني لست مرناً في هذا الأمر، الجنس بالنسبة لي لا يزال يشكل ارتباط شخصي ونفسي عميق بالنسبة لي، ويشعرني بالمسؤولية تجاه الطرف الآخر. ولهذا فغياب هذين الأمرين يجعل الأمر مستبعداً بالنسبة لي.

ماذا عن التعدد؟ لا تزال تجربة بعيدة المنال عني حالياً، ولا أعتقد اني أستطيع البت فيها. فلازلت غير قادر على اجابة سؤال: هل التعدد للذكر حصراً أم للجنسين؟ ولماذا؟ الاجابة البسيطة هي ما يشبه اقاربنا الحيوانات، وهو تعدد الذكور، لكن المدهش هو اننا كبشر حتى الاناث لديها تعدد، وبينما أكتب هذه السطور يأتيني فهم، ان تعدد الاناث عبر التاريخ لم يكن بهدف بناء أسرة، بل كان لغرض المتعة والعمل، ومعهم عديد الذكور أيضاً. بينما تعدد الذكور كان لغرض أساسي وهو بناء الأسرة. وربما أكون أكثر ميلاً لهذا الجواب

العنصرية

دائماً ما كنت أتعجب من والدي حين كان يتفاخر ببلادنا وأنها من أفضل البلاد، وكنت على الطرف الآخر منبهراً بالعالم الخارجي، بل وكنت أسعى للهجرة خارج البلاد. واليوم، بعد 7 سنوات من التنقل بين دول العالم، أجدني أميل لرأي والدي، ولا اعرف ان كان هذا الميل هو تحيز عاطفي تراكمي او انه نتيجة استقراء حقيقي. اليوم أعتقد أن المملكة العربية السعودية هي اختياري الأول كمكان أرغب بالعيش في، مع ذلك أجد اني اختلف مع والدي بعض الشيء، فما أتوقعه من وطني هو أكثر مما هو حاصل، وهذا ما يجعلني أرغب بشدة للعمل على تطوير الوضع الراهن ليكون أفضل وأقرب للتصور الذي اتوقعه من هذا المكان.

لماذا أقول هذا الكلام؟ في بداية عملي كمضيف جوي كنت مندهشاً بالعالم، بالبشر، بكل الاختلافات في التحديات وطرق تفاعل البشر معها ونتائجها. أجد أن بعض دول العالم تعاملت مع تحدياتها الجغرافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية بشكل أفضل من دول أخرى. وأن بلادنا تقف في منطقة وسطى، فقد نجحت في تحديات ولم تنجح في أخرى ولا تزال تحاول. أحد هذه التحديات هو التحديات السياسية، وكمتابع للأحداث السياسية (كمواطن عربي بسيط محدود الدخل مغسول الدماغ) وجدت نفسي مدفوعاً لتسمية الصديق والعدو في عالم تتغير فيه المسميات بحسب المصالح، ويتطلب مراقبة مستمرة لكل المتغيرات من حولك

من جهة أخرى، عملي كمضيف جوي سمح لي بالاتصال بالبشر عن قرب، وفهم طبائعهم وثقافاتهم وسلوكياتهم. ولعل من أفضل الشعوب التي تعاملت معها دول الخليج العربي وغرب وجنوب افريقيا وشرق آسيا ودول خط الاستواء و المحيط الهادئ، بينما أضع دول جنوب آسيا وأوروبا وامريكا الشمالية ضمن أسوأ الدول على الإطلاق، ولا أعرف شيئاً عن دول أمريكا الجنوبية ودول الاتحاد السيوفيتي وأوروبا الشرقية حيث اني لم اتفاعل معهم بشكل يسمح لي بتكوين تصور عنهم ،

هذا التمييز بين هذه الشعوب مبني عندي على أساس الثقافة والسلوك في التفاعل المباشر، بالاضافة الى التوجهات السياسية لهذه الدول. وبهذا تشكل لدي تحيز واضح ضد قوميات وشعوب معينة، وميل الى قوميات وشعوب أخرى. وبدأت أستوعب أن هذا التحيز يسمى: عنصرية!

وبينما كنت أتسائل: هل العنصرية جيدة أم سيئة؟ هل هذا التحيز جيد أم سيء؟ وجدت أننا كبشر بطبيعتنا منحازون، ووهذا التحيز ليس الا جزءاً من طبيعتنا التي لا يجب أن نقاومها. من الجيد أن نكون منفتحين على العالم متقبلين له، لكن هذا لا يعني غياب التحيز الداخلي تجاه الأماكن والشعوب الأخرى، بل انه ضروري أحياناً لتحديد الانتماء وتمييز الصديق من العدو. وعلى هذا فقد وجدت أني (كمواطن عربي بسيط محدود الدخل مغسول الدماغ) متحيز وعنصري !

تواصل استهلاكي

منذ شهرين تقريباً حذفت حساباتي الشخصية في منصات شركة ميتا الارهابية، وأبقيت حسابات اعمالي لكونها مرتبطة بغيري من اصحاب القرار، شهرين كانت فترة كافية للعودة الى نمط حياة بعيد عن المشتتات، فترة جميلة أستمتع فيها عندما يسألني أحدٌ عن حسابي وأقول له أني لا ملك واحداً، ثم اتفاجأ بالدهشة على وجهه وكأنه يقول لي كيف تكتفي بالحياة على الأرض بدون أن تتواجد هناك؟ وفي الواقع انا لا أحتاج لأن أكون متواجداً هناك، بل أحتاج لأن أكون موجوداً هنا فقط. لست هنا لأتحدث عن المزايا التي اكتسبتها بعيداً عن منصات التواصل الاستهلاكي، بل لاتحدث تحديداً عن الشعور الذي بت اراقبه في الآخرين عندما يبدأون الاستهلاك، وأشعر بنعمة أني لست مستهلكاً. وهنا أود التفريق بين منصات المراسلات واتس اب وتليقرام، وبين منصات التواصل الاجتماعي مثل تويتر وانستقرام وسناب شات وغيرها. لا اريد ان اكون جزءاً من ارباح زوكربيرغ، ولا منتجاً للاستهلاك. اريد العمل على تطوير نفسي وذاتي وحياتي

فلسطين

قضية فلسطين من القضايا التي نشأت عليها منذ طفولتي، وفي وسط ونهايات العشرينيات كنت منشغلاً بنفسي وبعيد عن مستجدات هذه القضية، وفي أوائل الثلاثينيات من عمري عدت مجدداً للمتابعة، أثناء غيابي كنت أقول، فليكفوا عن هذا وليعيشواً جنباً الى جنب ونكتفي من هذا القتال، وبعد استفاقتي، وجدت أن وجود الاحتلال وسط بلادنا العربية ليس قضية يتم اختزالها في الشعب الفلسطيني كقضية محورية بالنسبة لهم، بل هو أمننا الاقليمي و العربي أجمع، وجود اسرائيل في أراضي فلسطين كدولة مدعومة من الغرب، يشبه وجود ميليشيات الحوثي وحزب الله كقوى مدعومة من ايران. اسرائيل تجسد كل ما هو دنيء في النفس البشرية. ومن خلفها تقف الهند ودول اوروبا وأمريكا الشمالية. واليوم نجد انقسامات في عالمنا العربي لا تبرأ منها يد اسرائيل والمحور الغربي الداعم لها، في ليبيا والسودان وقبلها في مصر و سوريا والعراق. الوعي بقضية فلسطين ليس مجرد وعي بحقوق أصحاب الأرض، بل وعي بمستقبل شعوب المنطقة أيضاً.

استيقظت صباح الأمس على خبر اغتيال اسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، قائد لم يتزعزع ولو للحظة، حتى مع استهداف أبناءه وبناته وأحفاده، ومن ثم تم اغتياله بأكثر الطرق جبناً، والتي تبين مدى الحقد والكراهيه الاسرائيلية لكل ما هو فلسطيني، ومن خلفه كل ما هو عربي.

اليوم تقف المنطقة على صفيح ساخن بعد سنوات من الهدوء، وكما قيل، لم تشعل حماس فتيل المعركة، بل ان المعركة كانت مشتعلة منذ بدء الاحتلال وكانت تخف وتقدح من حين الى آخر. وبين النار والرماد، وبعيداً عن القصف والأشلاء، تتقلص دائرة تأثيري (كمواطن عربي بسيط محدود الدخل مغسول الدماغ متحيز وعنصري) فلا أستطيع الاطلاع على المعلومات الاستخباراتية أو المساهمه في صنع القرار السياسي والعسكري، وذلك ببساطة لأن هناك من يقوم بالفعل بهذا الدور. ولكن الدور البسيط الذي استطيع القيام به، هو التعبير أولاً عن موقفي مما يحدث، في ضوء ما توافر من معلومات متداولة بين العامة، واتخاذ قرارات شخصية بعقاب الدول الارهابية والدول الداعمه للارهاب كما ذكرت في مقال سابق، دول اسرائيل ومحور الشر (الهند واوروبا وامريكا الشمالية) ومجدداً، كما كتبت المقال السابق من لندن – بريطانيا، أكتب هذا المقال من تورنتو – كندا.

أي بيدقٍ أنت؟

كل الأسئلة السابقة كانت تجعلني أسأل نفسي أي صفٍ أختار؟ مع أي جانبٍ أكون؟ واخترت لنفسي ما أجده اليوم جيداً لي، بحسب الحقيقة اللحظية التي أعيشها الآن. ورغم أني آمل تكون هناك خيارات افضل من التي اخترتها، لكني (كمواطن عربي بسيط محدود الدخل مغسول الدماغ متحيز وعنصري) وجدت هذه الخيارات هي الأنسب لي حالياً. وهنا أتمنى حقاً أن أعيش في عالم أفضل. وهذه الامنية ليست انفصالاً عن الواقع او هرباً منه، بل هي قبول بالواقع بكل ما فيه من جمال ومتعة وبهجه، واقرار بالمنغصات الحالية التي تعكر صفو الحياة، وعمل على المستوى الشخصي للمساهمه في تحسين واقعي كفرد، كأسرة، ومن ثم تحسين واقع المجتمع الذي اعيش فيه. قد لا يكون بيدي حل مشاكل العالم، لكني أستطيع حل مشاكلي والتعامل معها. وهذا انا حين اخترت، فأي بيدقٍ أنت؟

One Comment

  1. عظيم يا إبراهيم!

    أولًا أود أن أبدي إعجابي بأسلوبك السلس الواضح الصادق والجريء، الذي يتناسب مع شخصيتك الفريدة. أحب فيك الصدق والبساطة الواعية التي لا تنحدر إلى السذاجة، وتتجاوز التصنعات الزائفة. سردك الشفاف من منظور الواقع اليومي المُعاش (كمواطن عربي بسيط محدود الدخل مغسول الدماغ) هو الشاهد الأكبر على ذلك.

    حديثك عن الهويات وتجدد الشخصيات يمدني بشيء من العزاء، وأنني لست وحدي في هذا العالم الشاسع الواسع المتشابك الدائم التغير، بما فيه أنا. ورغم أني لم أدخل في غمار الثلاثين بعد، إلا أنني أتشارك معك في التوجه الحازم الحاكم الذي سئم التجارب والمغامرات العشوائية وطيش الشباب (مع روعتها وإغرائها) وعزم على اتخاذ مسار طويل الأمد.
    وهنا أذكر الاقتباس المنسوب إلى الفيلسوف بول ريكور:
    «إن التقدم في الحياة ليس عملية اكتساب، بل عملية تخلٍّ. أنت لا تكبر بقدر ما تكتسبه، بل بقدر ما تتخلى عنه. فحين تتخلى عن اللعب فأنت تكبر. وحين تتخلى عن الرغبة في جميع النساء وترضى بواحدة فأنت تكبر، وحين تتخلى عن القراءة من كل فن وترضى بمجال ما فأنت تكبر. أن تتخلى فتلك شجاعتك العظمى واختيارك الأشق، وكم من امرئ انحبس في سنة من عمره ولم يخرج منها لما بعدها، لأنه رفض أن يتخلى»

    لدي تعقيبات طويلة على بقية المسائل (الجنس والعنصرية وفلسطين)، لعلي أشاركها معك في رسائل صوتية اختصارًا للوقت، فأنا الآن في مطار إدنبره أستعد للرحيل.

    تحياتي لك يا صديقي

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *