كما قال نيل ارمسترونغ عندما خطا أول خطوة على سطح القمر: خطوة صغيرة لرجل، قفزة كبيرة للبشرية.
وهذا فعلا ما يتبادر الى ذهني عندما اراجع الوضع الذي امر به. لست في افضل احوالي، نعم انا القائد ولست ملما بكل ما يحدث ومع ذلك احاول القيادة والتعلم لاجتياز هذه المرحلة بأفضل النتائج.
خطوات صغيرة خطوتها منذ الربع الثاني من العام الماضي، وبدأت المس القفزات الكبيرة في حياتي. انتبهت لنفسي مؤخرا وقد تغيرت الكلمات والمصطلحات التي استخدمها، وطريقة التفكير التي بت اتبناها، زوجتي قالت لي مؤخرا، من المثير كيف يمكنك فعل الكثير من الاشياء بالقليل من المال! وقد اعجبني هذا الاطراء، شعرت حقا بالانجاز،
اعمل كمدير في الصباح، وموظف بعد العصر، وزوج واب في المساء. كل ما كنت اتعثر به في السنوات الاربع الماضيه، اجتزته وتعلمت منه وتحسن ادائي الاداري والقيادي، وبالرغم ان هذه المرحلة لاتزال جديدة وغير مألوفه بالنسبه لي، إلا أني أحاول التأقلم معها والاستفادة والتعلم منها.
ماذا افتقد؟ وقتي مع نفسي
ماذا كسبت؟ نفسي
ابراهيم اليوم ليس ابراهيم الامس، صحيح لا املك الوقت الكافي للتأمل والتفكر في الحياة، لكن خمن ماذا، انا اعيشها، كبحار يقود سفينته وسط امواجها، محاولا قراءة الواقع والتأقلم معه، فكما قيل، البحار الهادئة لا تصنع بحاراً ماهراً.
اشعر اني مستمع بكل الخطوات التي اخطوها، بكل الاخطاء التي ارتكبها، بكل التصرفات السقيمه التي اخجل من نفسي عندما اتذكرها، لكن ها انا ذا اكبر يوما بعد يوم. وعندما افكر في ابني الرازي وتصرفاته التي يخجل منها، ربما تكون كبيرةً له، لكنها مضحكة ولطيفة بالنسبة لي. هل تبدو اخطائي هكذا لوالدي؟ او هكذا ستبدو لي بعد عدة سنين؟
لكلٍ منا تحدٍ مختلف في هذه الحياة، البعض لا يجد ما يأكله، واخرون متضجرون لانتهاء عطرهم المفضل من فرع تشانيل الذي زاروه مؤخرا في ذلك الشارع الشهير في باريس (لا اعرف اسمه)، وبينهم عوالم متعددة ومتوازية، ما اريد أن اقوله لنفسي بعد عدة سنوات: أيا يكن التحدي الذي تعيشه اليوم، حاول قراءة الواقع والتعلم منه. التفاعل مع الواقع لا يعني الاستجابه المباشرة اللاارادية، بل يعني ان تعرف ماذا تريد وكيف تحقق ما تريد.
في كثير من الاحيان نعتقد ان التحدي الذي يجب علينا خوضه هو التغلب على ظروف الحياة، تجاوز العقبات، حل المشكلات، بينما قد يكون طريق اشعاعنا في غير المسار الذي يُعرض لنا. لماذا لا نراه؟ احيانا لأننا ببساطه لا نعرفه، لا نعرف ماذا نريد!
اتعرف ماهو التحدي الذي استمتع به؟ كيف اتفوق على نفسي؟ كيف أصنع حلا أفضل ولو بدرجة بسيطة عما هو موجود؟ وللاجابة على هذا السؤال، اجد متعتي في التعلم والتجربة والتحسين
ايا يكن ما سأصل له، ربما وصل اليه غيري من قبل، المعرفه، السلطة، الثراء، لا يهم، في الغرفة المضلعة كل هذا لا يهم. المهم حقا هو كيف اعيش وبم اشعر وانا ابحر في هذه الحياة
ماذا اريد؟ اريد خوض المجهول بتعقل وادراك، اريد المغامرة والتعلم
من أنت؟ أنت صديقي الذي يهتم لقراءة افكاري والحديث معي حتى ولو من خلف شاشة، حقا اود ان اعرفك،، اخبرني من فضلك عندما تنتهي من قراءة هذه التدوينه، في التعليقات هنا او في احد محادثاتنا.
اسأل نفسي، لماذا اكتب هذا، لمن اكتب؟ في الواقع، اود الاحتفاظ بصورة للمرحلة الحالية التي اعيشها، كما تفعل القمرة، تحفظ صورةً للضوء، وهنا احفظ صورةً لما انا عليه اليوم، احتفل بانجازاتي الصغيرة، والقفزات الباهرة في حياتي.