أهلا
انا الان في برشلونة، المدينة الابرز في كاتلونيا،
هذه زيارتي الاولى، المدينة تبدو جميلة، الا اني لا استمتع فيها
مدة اقامتي هي يومان، وهو وقت كافٍ يسمح لي باستكشاف المدينة والاستمتاع بها
الا اني لا اجد فيها ما يحفزني لمغادرة الفندق
ابحث في الخريطة عما يثيرني للخروج
لأستوعب ان لا شيء حقا يثيرني، كل ما في المدينة يشبه مدن العالم الاخرى
لا شيء مميز
رغم كونها مدينة سياحيه، لكن يبدو اني جلت العالم بالقدر الذي يبدو لي فيه كل شيء متشابها
اقلب بين الاماكن،
ابحث عما يستفزني للخروج
الشيء الوحيد الذي اثارني هو متحف المدينة، لا لشيء ولكن لكونه متحفاً، فأنا أحب التاريخ الانساني والطبيعي، ومع ذلك، فبقليل من القراءة عن تاريخ المدينة انطفأ حماسي للمتحف، لا شيء مميز ايضا في تاريخ المدينة

خلال العامين الماضيين، لم اكن اخرج من الفندق الا نادرا، جلت العالم مرارا حتى تشابه عندي كل شيء
لكن ادركت لوهلة، ان كل شيء، وكل مكان ازوره، يأخذ بريقا ومعنى آخر عندما اسافر مع من أحب، مع أصدقائي او عائلتي، حتى المطعم الشعبي المعتاد او كشك الفطائر على البحر في مدينتي يصبح اكثر متعة من زيارة برج ايفل او الطيران الشراعي في اندونيسيا.
ادركت اليوم اني تغيرت، خفَّ شغفي لاستكشاف الكوكب، وزادت رغبتي بقضاء اوقات ممتعة مع من أحب، خلق لحظات وذكريات جميلة، رفع جودة اللحظات التي اعيشها. ربما لأن المدن تشابهت في عيني، طرق ومباني ومناطق تاريخية، كلهم قصص وثقافات، هناك أصالة في كل شبر على الارض، كل الأماكن تشابهت بغياب من أحب عنها
لازلت أذكر عندما قابلت صديقي عبدالرحمن العام الماضي في لندن، وفي العادة عندما ازور لندن لا أخرج خارج الغرفة الا للفطور والعودة الى المطار، لندن كباقي مدن اوروبا، مملة بالنسبة لي، إلا عندما علمت ان فيها عبدالرحمن، حينها فقط قضيت يوما ممتعاً برفقته ورفقة صديقته لجين.
والان افكر، ماذا لو كانت معي تسنيم؟ او شخصاً مميزا بالنسبة لي؟ على الارجح لن ابقى في الغرفة على الإطلاق، سأخطط لكل دقيقة من قبل الرحلة بأسبوع ، سأستمتع بلحظاتي مع رفيق الرحلة
أتذكر اغنية أمير عيد عندما يقول
الدنيا بتجري بينا … والعداد عمال بيعد
والأوقات الحلوة بس … هيا اللي بتتحسب
الأيام كلها إعادة … تشبه بعضها بزيادة
والسعادة في البساطة … خدلك شوكلاته
اشعر اني امر بمرحلة اضع فيها عائلتي في الدرجة الاولى، استمتع بقضاء اوقاتي معهم، أقدر وجودهم، ولازلت ارغب بتوسيع نطاق عائلتي/سعادتي
بعدما كتبت كل هذا، تتلاشى فكرة الخروج، ويصفو الذهن لاكمال العمل على ترافنشر وانجاز المهام العالقة، كالعادة في أي مبيت خارجي
وهنا سؤال آخر ليومٍ آخر
إلى اللقاء