تذكرة كاتب

أهلا جلال

وعلى غير العادة أكتب هذه المرة لغيري، حسان طلب مني أن أكتب عن طفولتي معك. وهو أمرٌ غريب أن تدخل هذه المساحة، ليست من نقاط الالتقاء أو التقاطع بيننا، أو ليست من قنوات التواصل المعتادة لنا.

لو عدنا بالزمن إلى الماضي، لثلاثين سنة خلت، حينما كنا صغارا، حينها سأقول

أهلا جلال

الشريك والمؤانس والصديق.

معك اكتشفت العالم الخارجي، وانطلقت سلسلة مغامراتنا التي لا تنتهي، كنت بطل ذكرياتي ومغامراتي، من مغامرات تسلق السرير واخفاء الكتب، مرورا بحروب المطبخ ومخيم الصاله، وفعاليات الحي والعمارة، وحتى حوادث السيارات، كبرنا لاحقا ودخلنا فعاليات ومغامرات الأعمال معاً، وكنت أحد الملهمين والمعلمين لي.

صراعاتنا كانت تبدو كدراما هندية، من الجيد أننا لازلنا أحياءً بعد كل شيء، بعد البيوك وقفزة جاكي شان

نقاشاتنا التي كانت كما لو كنا سنحدد مصير البشرية، كما لو كنا نتحكم في الكون وقوانينه. مغامراتنا الفكرية لم تكن أقل إثارة من مغامرات بيتنا القديم، ولازلت حتى الآن تدهشني في كل مرة نلتقي بها،

استمتع معك رغم التناقض الكبير بيننا، وسعيدٌ جدا لكوننا أخوة، وسعيدٌ بكل تلك المغامرات والذكريات، وسعيدٌ لأني أعرفك عن قرب.

شكراً للأم التي حملتنا وللبيت الذي جمعنا، وللأب الذي علمنا وربانا على أن نكون أقرب لبعضنا مهما تباعدنا وافترقنا. شكراً للحياة التي علمتنا، شكراً لك على كل شيء.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *